الصحة النفسية

تنمية مهارات الطفل .. قواعد ونصائح وفقاً لكل مرحلة عمرية

تنمية مهارات الطفل

تتنوع أساليب تنمية مهارات الطفل ، وفقاً لأنماط الأبوة والأمومة، كما أن المهارات الحركية والتحكم الحركي بعد الولادة، من أهم المهارات التي يجب عليك تنميتها لدى طفلك لأنها سوف تتقدم مع نموه، والتحكم الجيد بمهاراته الحركية يساعد الطفل على استكشاف العالم من حوله، مما يساعده في تنمية العديد من المهارات الأخرى.

في مقالنا.. سنحاول الإحاطة بأهم المهارات التي عليك تنميتها لدى الأطفال كأحد الوالدين أو القائم بمهام الرعاية اليومية لطفل، ونناقش طرق وكيفية تنمية مهارات الطفل، بالإضافة إلى نصائح تساندك في اختياراتك لأساليب تنمية مهارات الطفل.

 

المحتويات

تنمية مهارات الطفل

ما هي أهمية تنمية مهارات الطفل ؟

يطور الرضع والأطفال الصغار والأطفال في سن المدرسة؛ مهارات وقدرات جديدة بشكل مطرد مع تقدمهم في العمر، وبالطبع يتطور كل طفل بوتيرة فردية مختلفة وبشكل مميز عن أخوته وأخواته أو أقرانه، قد يكون استخدام قوائم التحقق من النماء الطبيعي لدى الطفل؛ مفيد للآباء والأمهات الذين يرغبون في التأكد من أن نمو الطفل يمضي بشكل صحي في المجالات الرئيسية للتطور :

  • التطور الجسدي
  • التطور المعرفي (مهارات التفكير)
  • تطوير اللغة
  • التطور الاجتماعي العاطفي

كما يمكنك مراجعة طبيب الأطفال المتخصص والذي قد يستخدم قوائم مختلفة للتحقق من نمو الطفل وتطوره، بالإضافة إلى أهمية أن تتذكر اختلاف كل طفل من حيث تطوير وتنمية المهارات عن غيره من الأطفال، على سبيل المثال قد يبدأ بعض الأطفال في المشي في وقت مبكر من 9 أو 10 أشهر، بينما لا يبدأ آخرون في المشي حتى حوالي 14 إلى 15 شهراً أو بعد ذلك حتى.

ومن خلال النظر في المراحل التنموية المختلفة، يستطيع الآباء والأطباء والمعلمون؛ فهم كيفية تطور الأطفال بشكل نموذجي ومراقبة أي مشاكل تنموية محتملة، ومن خلال فهم هذه المعالم التنموية وما هي الفئة العمرية النموذجية للطفل في الوصول إليها؛ يمكنك مراقبة نمو طفلك وتطوره.

مما تقدم تتضح أهمية تنمية مهارات الطفل بمختلف أنواعها، ومعرفة الاستراتيجيات التي عليك استخدامها لتنمية مهارات الطفل في كل مرحلة عمرية، مثلاً عندما يكون لديك طفلين أحدهما قادر على التفاعل بسلاسة مع الآخرين، بالتالي تكوين صداقات وكسب محبة الآخرين بسهولة، يمكنك تعليم الطفل الآخر هذه المهارات الاجتماعية أيضاً، لأنها مهارات مكتسبة.. المهم أن يكون لدى الطفل قدرة على فهم مغزى علاقته مع الآخرين، ويمكنه التعاطف والتفاعل مع الآخرين، كذلك يتمتع بمهارة القدرة على التكيف في المواقف غير المريحة (التي تسبب له الحرج مثلاً) [1]

كذلك الأمر بالنسبة لأهمية تنمية المهارات المعرفية، التي تتطور في مراحل الطفولة المبكرة منذ الولادة حتى عمر خمس سنوات، ومن أهم هذه المهارات :

  • الانتباه والاستجابة.
  • تعلم اللغة.
  • الذاكرة.
  • التفكير.
  • معالجة المعلومات.
  • حل المشاكل.
  • المنطق البسيط.
  • فهم السبب والنتيجة.

ولذا من الأهمية بمكان التركيز على تنمية المهارات المعرفية لدى الطفل منذ سن مبكرة، لأنها ستكون الأساس الذي سيتعامل الطفل من خلاله مع حياته كاملة، حيث أظهرت الأبحاث أن هناك صلة قوية بين نمو الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة، ومستوى النجاح الذي يحققه في وقت لاحق من حياته.

أهم المهارات لتنميتها لدى الطفل

كما أشرنا أعلاه فإن المهارات المعرفية والاجتماعية من أهم المهارات التي عليك العمل لتطويرها لدى الطفل، بحيث سيكون لديه منذ الطفولة المبكرة؛ مهارات اجتماعية أو إشارات غير لفظية، يمكنك العمل على أساسها لتنمية مهارات الطفل الاجتماعية على الشكل التالي:

  • من عمر 2 إلى 3 سنوات: قادر على جذب انتباه الآخرين، وبدء التواصل الاجتماعي الشفهي (من خلال قول مرحباً أو التعبير الجسدي من خلال النظر إلى الشخص الذي يتحدث معه، ولديه قدرة الضحك على الأشياء السخيفة.
  • من عمر 3 إلى 4 سنوات: قادر على التناوب عند اللعب بدمية، ويبدأ الطفل التواصل اللفظي بالكلمات المعبرة.
  • من عمر 4 إلى 5 سنوات: قادر على إظهار المزيد من التعاون مع الأطفال الآخرين، واستخدام الطلبات المباشرة (مثل توقف)، وهم أكثر قدرة على الدردشة خلال اللعب.
  • من عمر 5 إلى 6 سنوات: قادر على التعامل مع أصدقائه بتهذيب، بقول “أنا آسف” أو “من فضلك” أو “شكراً لك” وهو أكثر قدرة على المساومة، كذلك الدخول في الألعاب التنافسية، وفهم اللعب النظيف والتمتع بالروح الرياضية.

وإليك أهم المهارات الاجتماعية التي يجب تنميتها لدى الطفل، نظراً للفوائد التي سيجنيها بدءاً من القبول بين الأقران والتحكم بمستوى الإجهاد الذي قد يعانيه الطفل في الحضانة أو في سنواته الدراسية الأولى:

  • المشاركة: عادة ما يكون الأطفال أنانيون بين عمر3-6 سنوات، لكنهم فيما بعد أكثر قدرة على المشاركة، عموماً تُظهر الدراسات أن الأطفال الذين يشعرون بالرضا عن أنفسهم هم أكثر قدرة على المشاركة، التي تجعلهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم أيضاً، لذا فإن تعليمهم المشاركة قد يكون مفتاح تعزيز احترامهم لذاتهم.
  • التعاون: كما المشاركة فإن مهارة التعاون تحمل الكثير من الفوائد للطفل اليوم، وفي المستقبل.
  • الإصغاء: والذي لا يعني أن يحافظ الطفل على الهدوء، بل أن يفهم ما يقوله الآخرون له، ويتابع ما يستمع إليه بعمق ويشارك ويطلب توضيحاً لتفصيل ما.. لم يفهمه.
  • اتباع التعليمات والالتزام بالقواعد: يحب الأطفال الالتزام بالتعليمات الواضحة، وأن يفهموا ما يتوقعه منهم الأهل، وبالطبع عليك أن تمدح التزم طفلك بتوجيهاتك دوماً.
  • احترام الحدود الشخصية: من المهم أن تعلّم طفلك أهمية احترام مساحات الآخرين الشخصية، وحماية مساحته الشخصية أيضاً.
  • أهمية التواصل البصري: علم طفلك أهمية التواصل بالعينين عندما يصغي لأحد أو يتحدث، وكن حذراً في تعليم الطفل الخجول مهارة التواصل البصري الجيدة.
  • الأخلاق الحسنة: عليك أن تكون قدوة أخلاقية لأطفالك أولاً وقبل كل شيء.

كما يمكنك تعزيز بعض المهارات المهمة لدى الطفل؛ العمل الجماعي، والقدرة على التكيف، والتفكير النقدي، وحل المشكلات، والتحكم في النفس، والذاكرة العاملة، من خلال:

  • العمل الجماعي: من خلال اللعب مع صديق أو عند المساعدة في الأعمال المنزلية.
  • القدرة على التكيف: والتي ينبغي تطويرها منذ مرحلة مبكرة في حياة الطفل.
  • التفكير النقدي: بالقدرة على أخذ معلومات جديدة وتحديد أفضل طريقة لاستخدامها.
  • القدرة على حل المشكلات: يمكن أن تساعد الأطفال على أن يصبحوا بالغين أكثر نجاحاً.
  • ضبط النفس: سواء خلال شجار بين الأشقاء أو غضب الطفل قبل موعد النوم أو البكاء لسبب ما، حيث يعاني جميع الأطفال من ضبط النفس في مرحلة ما.
  • تطوير الذاكرة العاملة: التي تساعد الطفل على اتباع التوجيهات والالتزام بالتعليمات[2]

طرق تنمية مهارات الطفل

كيفية تنمية مهارات الطفل وفق المرحلة العمرية

يكتسب الأطفال معظم مهاراتهم من خلال اللعب، وهكذا يستكشفون العالم من حولهم، وينبغي عليك تشجيعهم على تعلم مهارات جديدة أثناء اللعب، حيث يدعم اللعب تطور الطفل البدني والاجتماعي والعاطفي واللغوي والمعرفي، ويطور الأطفال المهارات المعرفية التالية من خلال اللعب :

  • حل المشاكل.
  • قوة الخيال والإبداع.
  • مفاهيم مثل الأشكال والألوان والقياس والعد والتعرف على الحروف.
  • نقاط القوة مثل التركيز والمثابرة والمرونة.
  • كما يمكنك تنمية مهارات الطفل أثناء اللعب وتشجيعه على التعلم من خلال:
  • مشاركة المدرسة والمعلم حول اهتمامات طفلك وقدراته، حتى يتمكنوا من التخطيط لتجارب اللعب لدى طفلك في المدرسة أو الحضانة.. بناءً على ذلك.
  • اللعب مع طفلك، لا تترك فرصة للعب مع أطفالك خلال النهار.
  • الدعوة إلى مساحات لعب آمنة للأطفال؛ في مجتمعك المحلي (البناء أو الحي أو القرية).

كما يمكنك مساعدة طفلك وتعليمه المهارات الحياتية الضرورية له، وفقاً للمرحلة العمرية التي يمرّ بها:

  • بين عمر 2-3 سنوات: علمه مهارات الاعتماد على الذات، مثل ارتداء ثيابه، وغسل أسنانه بمساعدتك.
  • بين عمر 4-5 سنوات: عليك تعليم طفلك مهارات السلامة، واسمه كاملاً ورقم هاتفك وهاتف المنزل، وكيفية تقديم المساعدة لك في أعمال المنزل البسيطة.
  • بين عمر 6-7 سنوات: يمكنك تعليم الطفل تقنيات الطهي الآمنة، وترتيب غرفته وألعابه وغيرها من الأمور التي تعزز اعتماده على نفسه.
  • بين عمر 8-9 سنوات: مهارات الحفاظ على أغراضه ونظافته الشخصية.
  • بين عمر 10-13 عام: حيث يبدأ الطفل بأداء معظم مهاراته الحياتية بشكل مستقل عنك.
  • بين عمر 14-18 عام: حيث يكون الطفل متقناً لمهارات حياته المستقلة، مثل القيام بأعمال التنظيف كاملة والاعتماد على نفسه في عمليات الشراء.

نصائح لتنمية مهارات الطفل

يمكن لاتباعك استراتيجيات معينة؛ تعزيز تنمية المهارات الحياتية الأساسية لدى طفلك منذ مراحل الطفولة المبكرة، وللمشاركة بنشاط في النمو المعرفي للطفل منذ بداية حياته، إليك أهم النصائح التي يمكن أن تساعدك في تنمية مهارات الطفل:

  • علّمه التعاطف: اختبر سيناريوهات مختلفة عن طريق سؤال طفلك عما قد يشعر به الآخرون عند حدوث أشياء معينة، واستبدل المواقف المختلفة في كل مرة.
  • مارس المبادرات الاجتماعية: علم الطفل الطريقة المناسبة لبدء محادثة، أو جذب انتباه شخص ما، أو الانضمام إلى مجموعة من الأطفال الذين يلعبون معاً.
  • التواجد مع الطفل ومن أجله فقط خلال اليوم: اجلس مع طفلك لمدة ساعة على الأقل يومياً، والعب معه وشاركه مشاهدة برنامجه المفضل أو حل واجباته المدرسية.
  • تحدث مع طفلك: يمكنكِ البدء بذلك منذ مرحلة الحمل، لأن تعلم اللغة هو أحد الجوانب الهامة في التطور المعرفي للطفل.
  • ساعد طفلك على تعلم أسماء الأشياء: بمجرد ولادة طفلك، استمر في التحدث إليه ومعه وشاركه أسماء الأشياء المحيطة، مما يساهم في زيادة قوة تفكيره ويساعده على تعلم اللغات بشكل أسرع.
  • الغناء والقراءة لطفلك: أظهرت الدراسات أن الموسيقى تساعد الأطفال على تطوير مهارات صحية، لأنها تهدئ وتخلق بيئة إيجابية.
  • دع أطفالك يستكشفون ويراقبون: لدى الأطفال فضول طبيعي للأشياء من حولهم، ويجب السماح لهم باستكشاف الأشياء وتعلمها من خلال الملاحظة، قد يعوق الآباء ذوو الحماية المفرطة نمو الطفل الطبيعي وقدرته على التعلم بالتالي.
  • أجب عن أسئلة طفلك: عندما يكبر طفلك ويبدأ في طرح الأسئلة، أجبه بدقة وصبر، فالأطفال فضوليون بشكل طبيعي، ويجب عليك إثارة فضول أطفالك، لأنه سيساعدهم على التعلم.
  • شجع اللعب الإبداعي: يعزز اللعب الإبداعي المهارات المعرفية للأطفال، إن السماح للأطفال باستخدام مخيلتهم أمر مفيد، حيث يمكنهم أن يتخيلوا أنفسهم في أدوار مختلفة ويمكنهم في النهاية تعلم الكثير.
  • شجع اهتمام طفلك بالكتب والألغاز: يمكن للأطفال زيادة تركيزهم وصبرهم وإحساسهم بالإنجاز عندما يحلون الألغاز، والكتب طريقة رائعة لإثارة الخيال، كما أن القراءة بصوت عالٍ تساعد الأطفال على بناء مفرداتهم ومهاراتهم اللغوية.
  • الانخراط في اللعب في الهواء الطلق: أظهرت الدراسات أن البيئات المحفزة مثل الهواء الطلق؛ يمكن أن تحفز نمواً أكبر لجزء الدماغ المسؤول عن التفكير وإدراك وفهم اللغات.
  • اسرد القصص لأطفالك: رواية القصص أداة مهمة تساعد الأطفال على تطوير خيالهم وتعزز حافزهم للتعلم، كذلك تساعد على تطوير الانفتاح على الأفكار الجديدة وقدرات حل المشكلات، واستراتيجيات المخاطرة، والقدرة على التوصل إلى اتخاذ القرار.
  • في النهاية.. شجع طفك على سرد القصص ليس لتعزيز خياله فحسب، بل لتطوير مهاراته اللغوية وفهم القراءة والنطق والقواعد، والمهارات الاجتماعية، كما عليك دعم هوايات طفلك، بحيث يمكن أن تكون أدوات تعليمية تعزز مهاراته وقد تقوده إلى مهنته المستقبلية.

إقرأ أيضاً:

< class="collapseomatic " id="id67416bd628063" tabindex="0" title="المراجع" >المراجع
السابق
مهارات الحوار وقواعد التواصل وفنون إدارة النقاش
التالي
الإعتماد على الذات .. من أجل أطفال أقوياء يمكن الاعتماد عليهم