الأعمال والاقتصاد

ازمة وول ستريت

وول ستريت

شهدت سوق المال الأمريكية، الأكبر في العالم، انتفاضة الصغار في وجه أباطرة وول ستريت، في قصة هوليوودية جديدة تتصدر العالم.

وفي خلال جلسات تداول قليلة، ارتفعت قيمة سهم متاجر ألعاب الفيديو “جيم ستوب” بوتيرة مذهلة، في حدث أججته مجموعة من المستثمرين الآتين من خارج الأوساط التقليدية المتمثلة بالشركات الكبرى.

المحتويات

أهم الأسئلة

وتثير هذه القصة أسئلة حول الصراع بين المستثمرين الصغار وأباطرة المال، بعد نحو 10 سنوات من حركة “احتلوا وول ستريت”، حسب وكالة فرانس برس.

كيف زاد مستخدمون للإنترنت قيمة “جيم ستوب”؟

الاسم يعرفه جيداً هواة ألعاب الفيديو، لكنّ مجموعة “جيم ستوب” بعيدة كلّ البعد عن تقديم نموذج مشرق للنمو في مرحلة يطبعها التسوّق عبر الإنترنت وعمليات التحميل الإلكتروني والألعاب عن بعد، على حساب معاملات البيع والشراء المادية.[1]

 الأسهم الأمريكية تسبح عكس تيار النمو والبطالة

وبسبب هذه الصعوبات المالية، صار سهم المجموعة من أكثر الأسهم المستهدفة في بورصة وول ستريت في العمليات المعروفة بـ”البيع المكشوف”.

وهذه العمليات الشائعة بالنسبة إلى صناديق الاستثمار الضخمة، تقوم على اقتراض أسهم ثم بيعها تحسباً لانخفاض أسعارها بغية إعادة شرائها لاحقاً بقيمة أقل وتحقيق ربح كبير.

بيد أنّ مجموعة من صغار المستثمرين المتحمسين للرهانات المالية المحفوفة بالمخاطر، عمدت إلى مواجهة الأسماء الكبيرة في المجال من خلال إتمام عمليات شراء أسهم “جيم ستوب” على نطاق واسع بهدف رفع السعر.

ويعدّ منتدى “وول ستريت بتس” التابع لموقع “رديت”، حيث يتفاخر مستخدمون للإنترنت بإنجازاتهم أو في الغالب بانتكاساتهم في البورصة، الأداة الرئيسة لهذه الحركة غير المسبوقة.

النتيجة كانت الجمعة الماضي، ارتفعت قيمة سهم “جيم ستوب” (في بورصة نيويورك) بأكثر من 50%.

ولم يعكس هذا الارتفاع المفاجئ سوى بداية قصة غير معقولة.

وبختام تداولات الخميس، انخفضت أسهم جيم ستوب وإيه.إم.سي إنترتنمنت هولدنجز بعد مكاسب فلكية في الجلسات الأخيرة بفضل حمى تداول صدمت السوق أطلقتها نصائح على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفرضت منصات التداول، مثل روبنهود وإنترأكتف بروكرز، قيودا على التداول في عدة أسهم صعدت بقوة هذا الأسبوع، مما هدأ المخاوف من تداعيات أوسع نطاقا للسوق عموما.

وقال إريك شيفر، المدير التنفيذي لشركة الاستثمار المباشر باتريارك أورجنيزيشن، “منصات التداول لا تريد أن تجازف بنفسها وتقف على خط النار في حرب تراها طائشة تُخاض -جزئيا- ضد النخبة ومنظومة السوق الأمريكية التي تزداد ديمقراطية بفضل المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي.[2]

ماذا تعني “التصفية القسرية”؟

في ظل هذا الارتفاع المفاجئ، اضطرت الصناديق التي راهنت على انخفاض قيمة سهم “جيم ستوب” إلى إعادة شراء أسهم للحد من خسائرها، ما تسبب ب”تصفية قسرية” (شورت سكويز) أدت بدورها إلى ارتفاع السعر.

على هذه الخلفية، ارتفعت قيمة “جيم ستوب” بنسبة 18% الإثنين، ثم 93% الثلاثاء وبلغت 135% الأربعاء.

وابتهج أعضاء “وول ستريت بتس” بهذه الحركة المبهرة التي نظِر إليها على أنّها إهانة للصناديق الكبيرة، حتى إن بعض وسائل الإعلام الأميركية تحدثت عن “تمرد” على النظام القائم.

بالنسبة إلى جيمي روغوزينسكي الذي أنشأ المنتدى عام 2012 قبل أن يبتعد عنه لاحقاً، فإنّ المراهنين “نجحوا في فعل ما لم تفعله حركة ” احتلوا وول ستريت” وإنما بطريقة مختلفة جذريا”.

وأوضح أنّ “حركة “احتلوا وول ستريت” كانت تحتج إزاء واقع أن الصغار لا يستطيعون المشاركة في البورصة، والآن وجد الصغار سبيلاً لتجاوز النظام من الداخل”.

وبعدما قررت تقييد الوصول إليها، عاد منتدى “وول ستريت بتس” عن قراره وصار متاحاً أمام الجميع مجدداً.

هل يمكن لـ”شرطي البورصة” التدخل؟

أشارت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية المعروفة بكونها شرطي البورصة، مساء الأربعاء، إلى أنها أخذت علماً ب”تقلّب” الأسعار وقالت إنّها “تقيّم” الوضع.

بالنسبة إلى المحامي جاكوب فرنكل الذي كان سابقاً مدعياً لدى هذه الهيئة، فإنّ التقلّب الشديد لقيمة السهم من شأنه أن يبرر تدخّل شرطي السوق.

وقال فرنكل “يتم تعليق التداول لمدة 10 أيام لضمان وصول جميع المستثمرين إلى معلومات دقيقة ومحدثة”، مشككا في الوقت نفسه بإمكانية اتخاذ خطوة مماثلة.

ويمكن للهيئة أيضاً إجراء تحقيق حول التلاعب بسعر السهم.

وقال المستثمر أندرو ليفت من مركز “سيترون ريسرش” إنّه تعرض لمضايقات الأسبوع الماضي بعدما توقع سقوط “جيم ستوب”، مشيراً إلى عزمه اتخاذ إجراءات قانونية.

ومن جانب الإدارة الأمريكية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إنّ “فريقنا الاقتصادي، بما في ذلك وزيرة الخزانة (جانيت) يلين، يراقب الوضع”.

ماذا يحدث الآن؟

ما زالت قصة “جيم ستوب” بعيدة عن نهايتها. مساء الثلاثاء، نشر رئيس شركة تسلا إيلون ماسك الذي غالباً ما يهاجم “النظام القائم”، رابطاً في موقع تويتر يقود إلى “وول ستريت بتس”، ما ساهم في ارتفاع السعر الأربعاء.

ومن جانبه، كشف الخبير المالي تشاماث باليهابيتيا شراءه 50 ألف سهم للمجموعة وأعاد بيعها بعد ظهر الأربعاء، متعهداً تقديم أرباحه إلى منظمة تساعد الشركات المتضررة من جرّاء الركود الذي تسببت به الأزمة الصحية.

أما مستخدمو موقع “رديت” فقد حوّلوا اهتمامهم صوب شركات أخرى، بينها سلسلة دور السينما “آي بي سي” ليرتفع سهمها بنسبة +301%، وبدرجة أقل، صوب شركة بلاك بيري ليرتفع سهمها بنسبة +33% المصنّعة لبرمجيات المؤسسات.

أقرأ أبضا :

دراسة جدوى المشروع .. لأجل نجاح شركتك وتحقيق أهدافك

تقنية الـ بلوك تشين .. ماهى؟ وما أهميتها لرواد الأعمال؟

المراجع :

< class="collapseomatic " id="id674147cb0ac65" tabindex="0" title="المراجع" >المراجع

 

السابق
أفضل تطبيقات تغيير الصوت
التالي
من هو «إيلون ماسك»؟