الامومة

صيام الأطفال: دليلك الكامل لتعليم ابنك الصيام

الصيام

كيف أعلّم طفلي الصيام ومتى؟، هل الصيام يرهق الأطفال؟، كيف أستغل الصيام لمصلحة طفلي؟. إذا كانت هذه الأسئلة تدور في ذهنك، فيُعتبر شهر رمضان وجو الصيام والروحانيات فرصة ثمينة للإجابة عليها.

المحتويات

س: كيف أشرح الصيام لطفلي؟

ج: استعملي السرد القصصي، وأخبريه عن طفل لم يكن يعرف الصيام لكن والدته أخبرته أن الإنسان يعتبر صائمًا إذا لم يأكل أو يشرب لمدة 8 – 12 ساعة، فاكتشف أنه يصوم كل ليلة عندما ينام، ثم يفطر في الصباح عندما يستيقظ، فشجعته والدته على أن يشاهد نفسه وهو صائم لأنه لا يشاهد نفسه وهو نائم، فاقترحت عليه أن يصوم نهارًا وليس ليلاً، وقد لاحظ أن حيوانه الأليف لا يأكل لعدة ساعات، فقرر أن يتسابق معه ليفوز بأطول فترة صيام.

س: كيف يفهم طفلي الصيام روحيًا؟

ج: أخبريه بأننا لا نأكل أو نشرب طوال اليوم لأن الطبيعة التي خُلقنا عليها لا تجعل أجسامنا تتسع لكميات كبيرة من الطعام أو الشراب، كما أنه إذا أراد أن يكلم الله بشيء خاص به ويميزه فالصوم هو أفضل وسيلة؛ لأن الله فقط هو الذي يعلم أنه صائم، فالله هو الذي قال: “الصيام عندي له جائزة خاصة” (إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)، كما أن الله قال : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، فالصائمون هم المؤمنون بالله الذين يحبهم ويحبونه لذلك “ناداهم مخصوص”، كما أن كل الناس في جميع أنحاء العالم مارست الصيام، ليس فقط لفوائده الصحية، ولكن لفوائده الروحية أيضًا، عن طريق زيادة التواصل مع الله، الخالق، وهذا هو السبب في وصفه في مختلف الأديان والنصوص والحضارات القديمة. وإذا كان طفلك مدركًا وواعيًا ويحب القراءة يمكن أن تخبريه بقصة غاندي الذي حارب عن طريق الصيام لتحقيق السلام.

س: ما هو السن المناسب لصيام الأطفال؟

ج: لا يوجد سن مناسب؛ فالأمر يتوقف على عدة عوامل، أهمها: قدرة الطفل البدنية والجسمانية على تحمل الجوع والعطش مدة الصيام، ومدى تدريب الوالدين للطفل على الصيام؛ ليتحمله بدنيًا ويعلم فوائده الروحية والدينية، كما أن الأطفال يتفاوتون في السن التي يدركون فيها أن من حولهم يمتنعون عن تناول الطعام، وإذا بدأ الطفل يدرك ويسأل والديه، فعليهما أن يشجعاه على الصيام لمدة ساعة أو ساعتين.

ويفضل أن يبدأ تدريب الطفل على الصيام تدريجيًا من سن 7 أو 8 سنوات، حتى إذا بلغ 10 سنوات وصل إلى سن التكليف الشرعي؛ لقول الرسول: “مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر…”، وارتباط الصوم بالصلاة لأنهما عبادتان بدنيتان، إلا أن الصوم أشق؛ فالطفل يستطيع تحمل أداء الصلاة لكنه قد لا يتحمل إجهاد الصيام؛ لذا يكلّف عند 10 سنوات.

س: كيف أحفّز طفلي على الصيام؟

ج: بتشجيعه، وعدم تأنيبه إذا أظهر عدم قدرة على الصوم، والابتعاد عن الترهيب أو الإجبار تحت مسمى “التكليف الشرعي”، واجعليه يفطر إذا شعر بالتعب حتى لا يعتاد الكذب. مع الأخذ في الاعتبار أن الأطفال قد يقبلون على الصوم لما يرونه من تقدير من حولهم للطفل الصائم، أو يصوم تقليدًا للكبار، لكن لا تجعلي التقليد هو دافعه للصوم؛ فلابد أن يفهم.

ويجب تعريف الطفل بأن هناك أعذارًا تبيح الإفطار؛ حتى لا يتعجب إذا قابل بعض المفطرين.[1]

س: كيف أجهّز طفلي للصيام؟

ج: التوجيه: بإفهامه طبيعة الصوم بدنيًا وروحيًا.

التشجيع: بإيقاظه للسحور، وتشجيعه على إتمام الصوم، وإذا شعر بالتعب يمكن إلهاؤه عن التفكير في الأكل والشرب، لكن بقدر استطاعته.

المكافأة: بهدية مادية يحبها، أو معنوية مثل الدعاء له أو ذكر صيامه في حضور الكبار من الأسرة.

الابتهاج: باستقبال الشهر بالفرحة، وأنه صديق كريم لا نراه إلا مرة واحدة في العام.

المتابعة: فالطفل لا يدرك بعض الجوانب المتعلقة بالصيام، كتقديره لفترة الصيام، ونوعية وكمية الطعام التي يحتاج إليها الجسم ليكون قادرًا على الصيام، فتجب متابعة الأهل والإشراف على طعامه؛ ليصوم بدون إرهاق.

س: كيف أتأكد من قدرة طفلي على الصيام؟

ج: تجب استشارة الطبيب قبل الصيام، مع القيام بتحليل دم لدى أي معمل تحاليل؛ لتتأكدي من نسبة الهيموجلوبين في دمه؛ لأن انخفاضها يضعف قدرته على تحمل الانقطاع عن الطعام، وكذلك تحليل براز؛ لتتأكدي من خلو أمعائه من الديدان؛ لأن وجودها يسبب له فقر الدم الذي يجعل الصيام شاقًا.

وراقبي طفلك أثناء تدريبك له على الصوم؛ لتختبري قدرته وطاقته، فإذا شعر بإرهاق لا يتحمل معه الصيام فيجب إطعامه.

س: هل الصيام يضر طفلي؟

ج: الصوم ليس ضارًا بالصحة إذا ما مورس بشكل صحيح، بل هو صحي ومفيد، كما أنه من محفزات إفراز هرمون النمو البشري.

وقد أكدت إحدى الدراسات أن الصيام يقتل الخلايا المناعية القديمة والتالفة، فينشط الجسم ويستخدم الخلايا الجذعية لخلق الخلايا الجديدة السليمة، كما أن الصيام لفترات طويلة يخفض من مستويات IGF-1، وهو هرمون مرتبط بالشيخوخة وتطور الأورام والإصابة بالسرطان، كما يخفف من بعض الآثار الضارة للعلاج الكيميائي.

كما أن الصوم وسيلة فعالة للتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وأظهر تقدمًا في علاج مرض السكري، وقد يعمل على منع أو تأخير الإصابة بالأمراض المزمنة الشائعة.

و نشر علماء بالمعهد الوطني للشيخوخة أبحاثًا تناقش فائدة الصيام مرتين في الأسبوع للتقليل من خطر الإصابة بالشلل الرعاش والزهايمر، ووجدوا أن الأطفال الذين يعانون من نوبات الصرع يقل لديهم تكرار النوبات عند إخضاعهم لنظام غذائي محدد السعرات أو للصيام.

س: كيف أدرّب ابني على الصيام؟

ج: يجب أن يكون الصوم اختياريًا، وتحفيزيًا، وتدريجيًا؛ فالتدرج يهيئ الجسم لاستقبال التغيرات الفسيولوجية التي تحدث نتيجة للصيام، فيستطيع الطفل الصيام دون تعب. ويمكن التدريج كالتالي:

في سن السابعة يصوم من العصر حتى المغرب مرتين أسبوعيًا.

وعند سن التاسعة يصوم من الفجر حتى العصر.[2]

وفي سن العاشرة يصوم 3 أيام كل أسبوع حتى المغرب.

وعند تدريبه على الصيام تفضّل المباعدة بين زمن الوجبات، وعدم تقديم أي طعام بين الوجبات.

س: ما الذي يجب مراعاته في سحور طفلي؟

ج: يمكن أن تحتوي على البيض أو الفول مع العسل، والتركيز على الخضر الطازجة مثل الخيار والخس؛ لحفاظهما على الماء داخل الجسم، والابتعاد عن اللحوم لتجنب الإمساك، ويمكن استبدالها بالزبادي مع الجبن الأبيض، والابتعاد عن الأملاح والسكريات؛ لأنها تسبب العطش، والابتعاد عن المياه الغازية والشاي؛ لأنهما ينبهان الجهاز العصبي مما قد يصيب الطفل بالأرق وصعوبة النوم وبالتالي الشعور بالإرهاق أثناء الصيام.

س: ما الذي يجب مراعاته في إفطار طفلي؟

ج: يجب ألا نجعل الطفل يشرب الماء البارد مباشرة عند الإفطار؛ لأن ذلك يربك جهازه الهضمي، ويفضل تناول السوائل الدافئة مثل الشوربة، مع الاهتمام بالسوائل والبروتين لتعويض ما فُقد منهما، ويجب أن يكون الطعام سهل الهضم، مع عدم تقديم أطباق كثيرة للطفل.

ويجب أن تحتوي وجبة الإفطار على الكربوهيدرات؛ لتزويد جسمه بالطاقة، والبروتينات؛ لتحميه من وهن العضلات بعد فترة الصيام، والسلطة الخضراء. أما الحلويات فيمكن تقديمها للطفل بعد 4 ساعات من الإفطار، ويفضل وضع المكسرات عليها؛ لأنها تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والأملاح والفيتامينات.

س: ما الذي يساعد طفلي على الصيام؟

ج: أن يقترن الصوم بذكريات مفرحة؛ فذلك يحفزه على مداومة الصيام؛ لاستعادة ذكرياته السعيدة.

إشراكه في اختيار وجبة الإفطار وتحضيرها، مع تحضير طبق جانبي؛ مكافأة له على إكمال صيامه.

درّبي طفلتك على دخول المطبخ؛ لتتعود على الصبر أمام إغراء الطعام، وعلميها بعض الأكلات الخفيفة أو تقطيع وغسل الخضار للسلطة؛ لكي تستثمر وقتها خلال الصيام.

الوضوء؛ لأنه يبرد الجسم، وأخبريه أن “النظافة تحمي من الجراثيم التي تضعف قدرتك على الصيام”.

أعدي ملابس خاصة لطفلك، وإسدال صلاة مميزًا لطفلتك؛ ليترسخ لديهما أن الصيام يعني التجديد وحسن المظهر.

س: مم أحذر على طفلي؟

ج: هناك بعض الأمراض تمنع الطفل من الصيام، خاصة أمراض الكلى؛ لاحتياج الطفل للسوائل، وكذلك أمراض السكري والسل والأنيميا وقرحة المعدة.

لا تجعلي طفلك يساعد في المطبخ إذا كنتِ تعرفين أنه لا يستطيع مقاومة الطعام.

السير بعيدًا عن محلات الأطعمة المغرية (الوجبات الخفيفة والحلوى).

إبعاده عن الأطفال الذين لا يصومون حتى لا يشجعوه على تناول الطعام.

ألا نفرض عليه الصوم، أو نكلّفه بمهام جسمانية أو عقلية شاقة؛ حتى لا يشعر أن الصوم مشقة.

عدم تأنيبه إذا نسي أو أظهر عدم قدرة على الصوم، ونجعله يفطر إذا شعر بالتعب.

إطعام الصغار الذين لا يصومون في غرفة منفصلة عن الأطفال الصائمين.

القيام بالمهام اليومية كالمعتاد, وعدم إهمال الواجبات المنزلية والأسرية والمسؤوليات؛ حتى لا يربط بين الصيام والكسل وقلة العمل.

السماح لطفلك باللعب بحرية, مع الاعتدال حتى لا يصيبه التعب ويجعله غير قادر على إكمال الصيام.

س: ما الذي يربيه الصيام في طفلي؟

ج: الصبر: بتعريفه أن تحمل الجوع والعطش يعلمنا الصبر، ويزيد من قوة تحمل أجسامنا.

المراقبة: فالصوم بينه وبين الله، وهذا يقوي في نفسه معنى المراقبة.

حب المساجد: بأداء صلاة التراويح مع والديه.

التعلق بالقرآن: حينما يرى الطفل أهله يتلون القرآن ليلاً ونهارًا.

الترابط الأسري: فالأسرة تجتمع مرتين في اليوم على مائدة الطعام.

الجود والكرم: بإخراج الصدقات للفقراء.

س: كيف يستقبل طفلي شهر رمضان؟

ج: الأمر يتوقف عليك لا على الطفل؛ فالأطفال يتفاوتون في نظرتهم لرمضان بحسب ماعودهم عليه أهلهم: فمنهم من يعتبر رمضان موسم “تسمين”، عندما يرى أن شراء الطعام في رمضان يفوق أي شهر آخر، وعند أطفال آخرين يرتبط بما يعرض من برامج ومسلسلات، وعند آخرين فإنه تغير في مواعيد النوم؛ لتغيير أوقات العمل والدراسة، وعند آخرين هو فرصة لتدريب النفس على الصبر وصلاة التراويح وقراءة القرآن، والفرق بينهم هو طقوس استقبال الأهل لرمضان.

 

س: كيف أستغل رمضان لطفلي؟

ج: إعطاؤه مصروفه اليومي؛ لنشجعه على التصدق بجزء منه للفقراء.

اصطحابه لصلاة التراويح، مع قراءة ورد يومي يسير من القرآن، والاستمرار على هذه العادة بعد رمضان.

تشجيع الطفل على التعرف على تفسير معاني الآيات التي يقرأها.

إشراك الطفل في الاحتفال برمضان عن طريق: تعليق الزينة في المنزل والحي – تجهيز هدايا رمضان والعيد – التبرع والتصدق وتقديم زكاة الفطر.

القراءة عن الإسلام، مثل: الأحاديث النبوية – قصص الأنبياء – الأذكار والأدعية – قصص المسلمين الصغار، مثل أسامة بن زيد الذي قاد المسلمين للنصر وهو صائم.

أداء سنن الصلوات الخمس، وشرح فضلها.

تقوية عادة الصيام على مدار السنة: صيام الإثنين والخميس – الأيام البيض – يوم عرفة – العشر الأوائل من ذي الحجة.

أقرأ أيضا :

5 طرق ابعاد الخوف عن الطفل

فوائد فيتامين C لدعم المناعة والبشرة والوقاية من السكتة الدماغية

المراجع :

< class="collapseomatic " id="id67413cb7c92c1" tabindex="0" title="المراجع" >المراجع
السابق
مشكلة انطفاء الكمبيوتر فجأة … دليل الأسباب والحلول
التالي
نصائح لممارسة الحامل للرياضة