تربية الأطفال ليست بالأمر السهل فهي تتطلب الكثير من الجهد والصبر من الآباء، فيجب التعلم كيفية التعامل مع الأطفال لأن طريقة توجيه وتعامل الوالدين مع الأطفال هي التي تبني شخصية الأطفال، قد يخطىء الآباء دون قصد في تربية أطفالهم وذلك لأن عدداً قليلاً من الآباء التي تعتمد على القراءة والاطلاع في مثل هذه الأمور، ومن الممكن أن يعتمد غيرهم على الاختيارات السابقة أو الموروثة، مما يؤثر عليهم بالسلب في المستقبل، إليك بعض الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال.
المحتويات
الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال
التدليل الزائد
التدليل الزائد في تربية الطفل يعمل على اصطدامه بالواقع، فيتوقع أن كل ماقد يطلبه مُجاب، فالآباء التي تتبع هذا الاسلوب في التربية لا يتركوا الطفل يقوم بأي عمل بغرض حمايته من الخطر. كما لا يقوموا بتأديبه أو عقابه على أي خطأ مهما كان حجمه بحجة أنه بالكثير من الحب والتسامح سينُشأ طفلاً مثالياً وتكون النتيجة في أغلب الاحيان طفلًا عدوانياً، أنانياً، وعصبياً لأنه تربّى في عالم كله يقول له نعم فلم يتعود على سماع كلمة لا، وقد ينتج طفل ضعيف الشخصية لا يستطيع تحمل المسئولية، ويفقده ثقته فى قدرته على التعامل مع الحياة والآخرين.[1]
القسوة والإهانة اللفظية وتهديد الطفل
يجب على الأهل ألاّ يُشعروا طفلهم بأنهم لا يحبّونه حتى إن كانت تصرفاته سيئة وذلك كي لا يشعر بأن حبهم مشروط أو جعله يشعر بالذنب لقيامه بأي تصرف لا يرغبون هم فيه، فهذا الأسلوب من الممكن أن يحقق الهدف المرجوّ منه على المدى القصير، ولكنه يجعل الطفل عالق مع الشعور بالنقص وفقدان الثقة بالنفس ويقلل من تفاعله مع الآخرين ليصبح شخصية انطوائية، وذلك لأن الطفل قد يشعر بالضغط أو إنه تائه لأن والديه لا يحبونه بمختلف حالاته، إنما سيحبونه فقط عندما يقوم بما يطلبوا، فيعمل ذلك على تكوين شخصية مذبذبة لا تثق بنفسها أو بحب الآخرين لها، لذا يجب العلم بأن هذا الاسلوب ليس تربوياً ولا اخلاقياً يجب معاملة الطفل بالحسنى وعقابه إذا أخطأ مع التأكيد على أنه محبوب بواسطة أهله في كل حالاته ولكن في نفس الوقت عدم التهاون مع الخطأ وتطبيق ذلك باعتدال.
المقارنة بينه وبين الآخرين
المقارنة هو من أكثر الأخطاء التي تؤثر بالسلب على نفسية الطفل فقد يعتقد البعض أن مقارنة الطفل مع أصدقائه أو أقربائه قد تحفزه على تحقيق المزيد من الإنجازات أو أنها قد تجعله يفعل مثل الأشخاص الناجحين في شيءِ ما، وهذ خطأ لأنه يحدث العكس تماماً، فالمقارنة تشوه من شخصية الطفل وتفقده ثقته بنفسه وتُشعره بالنقص، واحياناً تجعل مشاعر الحب أو المشاعر العادية التي كان يكنّها تجاه الأشخاص التي يتم مقارنته بهم تتحول إلى حقد وحسد وغيرة وكراهية، وكل هذه المشاعر السلبية قد تحدث رغماً عنه وقد لا يستطيع السيطرة عليها، لأنه لا يستطيع ارضاء اباؤه ولا يستطيع أن يشعر بأنهم فخورين به مثل فخرهم بالأشخاص الآخرين مما يسبب جرح عميق قد يجعل الطفل عدوانياً أو مكسوراً حاقداً، لذا يجب على الآباء معرفة أن هناك ما يسمى بالفروق الفردية وأن لكل طفل مهاراته وقدراته الخاصة التي تميّزه عن الأطفال الآخرين، ودور الأهل قد يتلخص في مساعدة الطفل على اكتشاف نفسه والتجربة كي يجد مايميّزه لا مايجعله نسخة مكررة من أطفال آخرين، ومن الضروري التركيز على أهمية إعطاء الطفل حريته ليعبّر عن شخصيته الحقيقية من دون اجباره على أن يكوّن شخصية طفل ناجح آخر، فهذا التصرف سيمنعه في المستقبل من تكوين شخصية خاصة به وستجعله يتطبع بغيره، كارهاً لنفسه وشاعراً دائماً بأنه أقل، فيجب تذكير الطفل بين الحين والآخر بأنه مميز ومساعدته على ممارسة مايحب دون الضغط عليه.[2]
ذات صلة: 10 طرق للتعامل مع الطفل العنيد
التقليل من مشاعر الطفل
من الأخطاء الشائعة أيضاً هي التقليل من مشاعر الطفل الايجابية أو السلبية فمثلاً قد يقول الطفل أنه يخاف من الظلام أو من المهرجين، فيكون رد الآباء أنه من الهراء قول ذلك أو أن عليه أن ينضج، فتعمل مثل هذه الردود بالتأثير على الطفل بالسلب وتجعله يشكك في كل المشاعر التي يحسها وفي طريقة حكمه على الأمور مما قد يجعله متردداً في المستقبل، لذا يجب الاهتمام لما يقول الطفل والاستماع إلى ماقد يشعر به ومحاولة احتوائه فضلاً عن صده وإهماله.
< class="collapseomatic " id="id67417dc531a3c" tabindex="0" title="المراجع" >المراجع>